أردت اليوم التطرق لمسألة حساسة و عادة ما تسبب للمثلي
جنسيا
قلق دائم و توقظ مضجعه طول المدة التي يحتفظ فيها بسره
الدفين لنفسه ...فتجده يفضل المعاناة وحيدا على إشراك أسرته في محنته مما يترتب عن
ذلك إحساس بالضغط الكبير الذي يثقل كاهل الشاب المثلي مما يدفعه عادة للتفكير في الانتحار كي يدفن سره معه بدون
علم مخلوق ؟؟
وهناك فئة تقاوم في صمت مقفر ولكن سرعان ما تضيق ذرعا
فيكونوا مضطرين للبوح بمكنوناتهم كي يتم وضع حد للموضوع
وكي لا تختم القصة بدراما مروعـــــــــــــة
وهناك من يقرر السير وحيدا على حافة المثلية الوعرة
وتجده يقول في قرارة نفسه أن البوح بالأمر للأسرة لن يغير
من الواقع شيء بل قد يعقد الأمر لا أكثر ولا أقل ...
على العموم كل يرى الأمور من زاويته الخاصة ويقرر بناءا
على معطيات كثيرة (الوسط أو الجو العائلي,قابلية الأسرة
لتقبل الأمر,
ما سيترتب عن خطوته الإفصاح هاته ؟؟؟ )
فكما نعلم من خلال القصص التي تحكى هناك من تقبلته أسرته
كما هو وهو الآن يعيش مرتاح البال بما أن أقرب الناس له
يعرفون بماهيته وبالتالي لن يعاني من هذا الجانب ولن
يبقى عنده
سر يحرص في كل مرة على عدم كشفه ؟؟؟
وهناك من يصدم من ردة فعل الأسرة فتجدهم يعاملونه بكل
قسوة و احتقار وكأنه جلب العار لعائلته بكونه مثلي
فتجدهم يتخذون أحكام زجرية اتجاه هذا الابن ؟؟
إما بحبسه في غرفته أو الحرص على مداومته لزيارة طبيب
نفساني
ولكن هناك أسر سامحهم الله يرمون بأبنائهم للشارع ؟؟؟
لا يكترثون لشيء يتبرؤون منه كما لو أنهم اشتروه بثمن
بخس من
إحدى المحلات التجارية..... بدون شفقة ولا رحمة يرمونه
للشارع كالكلب المسعور لتنهشه بقايا البشر
التي تتحين أنصاف الفرص لإفراغ مكبوتاتها ...
لا يهمهم شيء سوى أقوال الناس...وأرائهم ؟؟؟
لا أحد ينكر فضل الأسرة عليه ...ولا أحد ينكر
مكانة الوالدين في قلبه ...
ولكن سأطلب السماح من كل الآباء والأمهات
لأهاجم من يعلمون بمثلية ابنهم فيتبرؤون منه
كيف يجرأون على فعل ذلك ؟؟؟ وهم الأجــــــــــدر
بتفهم حال إبنهم ؟؟؟ على أين قد نلتمس لهم العذر لأن
الجهل
سبب ما يقدمون عليه و كذا جهل المجتمع بأكمله عن ظاهرة
واقعية إسمها المثلية فما دمنا نصنف الجنس من ضمن الطابوهات ؟؟؟
أين سنصنف المثلية .؟؟؟ أكيد ضمن أكبر المحرمات ؟؟؟
أنا أود أن أوضح أنه لو كانت المثلية مكتسبة (وهي كذلك
في غالبية الحالات ) فإن الوسط الذي ساهم في تكوينا هو السبب ؟؟
بمعنى هذين الوالدين هما سبب مباشر في مثلية الإبن
...فأين كان الأب حين كان إبنه في حاجة له ؟؟؟ أين كان بال الأم حين كانت تعامل
إبنها كالفتاة و تدلله أكثر من المطلوب ؟؟؟
قد يضن الوالدين أنهما لم يقصرا في حق أبنائهم
الوالد سيتضرع بكونه كان منشغلا طول الوقت لتوفير عيش
كريم لهؤلاء الأبناء والأم ستتحجج بأن كل الحنان الممكن
قسمته على أبنائها ؟؟؟ ولكن الأمور لا تمشي بهاته الصورة
فتواجد الوالدين معا بجانب الطفل يساهم بشكل كبير
في تكوين هوية جنسية سليمة لدى هذا الأخير
فالمرء قد يصبر على الجوع ولكنه لن يتحمل بكل تأكيد
إهانات الناس وعدم تقبلهم له طول الحياة.
فلما يكلف المثلي نفسه عناء حفظ سره لنفسه
بما أن أسرته هي السبب في كونه اليوم مثلي ؟؟؟
لما يخجل هو من البوح بذلك رغم أنه هو فقط نتيجة لصنيع
الوالدين ؟؟؟ فحتى لو تعرض لحالات اغتصاب في الطفولة ؟؟
أين كان الوالدين حينها ليحمياه من جشع الوحوش الجنسية
التي تترصد أجسادا بريئة لممارسة الجنس عليها ؟؟؟
من المفروض أن يعاتب المثلي الوالدين و ليس العكس ؟؟؟
فأتعجب من الأسر التي تظن أن الإبن هو الذي اختار لنفسه
هاته الطريق فتظن أنه بفعله يضع لهم خياشيمهم في
الوحـــل ....مع العلم أنهم هم من تسببوا في معاناته المريرة
فلو لم يتقبلوك والديك وأنت مثلي من سيقبلك يا ترى ؟؟؟
في نظري على الأسر التي تعلم بمثلية أبنائنا أن تسارع
في تقديم الدعم عوض التفكير في أشياء أخرى
أعتذر بسبب وضع الوالدين في هاته الصورة القاتمة و لكن
أنا أن أتحدث بصفة خاصة عن فئة معينة منهم ...
وأنا عن نفسي وللأمانة لا ألوم والدي على شيء
لأنهم قدمــوا لي ما يكفي ولم يقصروا في شيء
رغــــــــــــم أنني مثلي
وأعتقد أن جل الوالدين قاموا بنفس الأمر
ولكن تتردد قصص مؤثرة على مسامعنا مؤخرا عن أسر
تخلت عن أبنائها بسبب مثليتهم حرك داخلي كل مشاعر
الغضب .